'على مفترق' .. سخونة الأسئلة وإجاباتها
أبرز تجلياتها في المعارك الطاحنة التي شهدتها مصر خلال النصف الأول من القرن العشرين على أيدي عمالقة الأدب العقاد والرافعي وطه حسين وأحمد أمين وزكي مبارك وغيرهم، مروراً بمعارك دارت في العراق حول ريادة الشعر، وصولا إلى معارك أدباء اليمن التي اكتفى الكاتب ببعضها مثل معركة الشامي والأكوع، مع التوقف قليلاً عند ما أثارته صحيفة الثقافية عند نهاية التسعينيات، قبل أن يعود لرصد معركة قصيدة النثر في مصر تلك المعركة التي لا تهمد إلا لتبدأ من جديد فائضة في نفس المجرى منذ عام 1998 وحتى اليوم، طرفها الأول على طول الخط الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي وطرفها الآخر مجموعات متلاحقة من كتاب قصيدة النثر الشباب، ويتضح أن الكاتب الذي يستعرض معارك أخرى دارت في الجزائر والسعودية يتعامل مع موضوع المعارك الأدبية من خلال وجهة نظر ترفض ما يشوبها من قسوة وعنف لفظي.
قراءة في تاريخ المحاكمات الفكرية
وإذا ماحاولنا إعادة النظر في تاريخنا الحديث جداً ، والذي نقصد به هنا تاريخ الثورات اليمنية المعاصرة ابتداءً من 1948م و 1955م وحتى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م ، نجد أن الصراع انطلق من ( فوهات الأقلام ) التي استخدمها رجال دين وأدب ، لنقد الأوضاع السائدة فكانوا هم طليعة المعركة وطليعة الضحايا كذلك ، فنالت من رقاب الكثير منهم السيوف ، وظل الكثيرمنهم مطارداً ، وكلما ازداد وميض الأقلام ، كانت تزيد حدة القمع والتنكيل وحصد الرؤوس ، مما حدا بالشاعر الثائر الشهيد محمد محمود الزبيري الى كتابة قصيدته ( مصرع الضمير ) التي يقول الشاعر الراحل عبد الله البردوني في كتابه ( من أول قصيدة الى آخر طلقة ) أن الزبيري عندما كتبها (( ربما كان ممزق النفس بعد رجوعه من القاهرة ، فتغلغل فيه التخوف..